السبت، 29 سبتمبر 2012

في طريق السالكين الى الله الجزء16

في طريق السالكين إلى الله  ج16

كيف نكسب الاخلاص ؟

بواعث الاخلاص ومحفزاته عديدة تلخصها النقاط التالية:

1 - استجلاء فضائل الاخلاص السالفة، وعظيم آثاره في دنيا العقيدة والايمان.

2 - ان أهم بواعث الرياء وأهدافه استثارة إعجاب الناس، وكسب رضاهم، وبديهي أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأنهم عاجزون عن إسعاد أنفسهم، فضلاً عن غيرهم، وأن المسعد الحق هو اللّه تعالى الذي بيده أزمة الأمور، وهو على كل شيء قدير، فحري بالعاقل أن يتجه اليه ويخلص الطاعة والعبادة له.

3 - إن الرياء والخداع سرعان ما ينكشفان للناس، ويسفران عن واقع الانسان، مما يفضح المرائي ويعرضه للمقت والازدراء.

فعلى المرء أن يتسم بصدق الاخلاص، وجمال الطوية، ليكون مثلاً رفيعاً للاستقامة والصلاح.

فقد جاء في الآثار السالفة: «إن رجلاً من بني اسرائيل قال:
لأعبدن اللّه عبارة أذكر بها، فمكث مدةً مبالغاً في الطاعات، وجعل لا يمر بملأ من الناس الا قالوا: متصنع مراء، فأقبل على نفسه وقال: قد أتعبت نفسك، وضيعت عمرك في لا شيء، فينبغي أن تعمل للّه سبحانه، وأخلص عمله للّه، فجعل لا يمر بملأ من الناس الا قالوا  ورع تقي».

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

وظائف الانام في زمن غيبة الامام المهدي عجل الله فرجه الحلقة التاسعة

  وظائف الأنام في زمن غيبة الإمام المهدي عجل الله فرجه  - الأمر التاسع:

التوسل والاستشفاع به إلى الله عز وجل فإنه باب الله المأتي منه، والسبيل والمسلك إلى رضوانه، وهو الشفيع إلى الله تعالى، وهو اسم الله الذي أمر عباده بالتوسل إليه.
- كما ورد في الروايات عنهم (عليهم السلام):

- في البحار عن مولانا الرضا (عليه السلام) قال:

إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله عز وجل وهو قوله عز وجل *(ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها)*.

- وفي عدة الداعي العسكري (ع) عن آبائه عليهم السلام عن النبي (ص) انه قال:
ان الله سبحانه يقول:
عبادي من كانت له اليكم حاجة فسئلكم بمن تحبون أجبتم دعائه الا فاعلموا أن أحب عبادي الى وأكرمهم لدى محمد وعلى حبيبي ووليى، فمن كانت له الى حاجة فليتوسل الى بهما فانى لا أرد سؤال سائل يسئلنى بهما وبالطيبين من
عترتهما، فمنسئلنى بهم فانى لا أرردعائه.
وكيف أرد دعاء من سئلني بهما وبالطيبين من عترتهما ؟ فمن سئلني بهم فانى لا أرد دعائه وكيف أرد دعاء من سألنى بحبيبي وصفوتي ووليى وحجتي وروحي ونورى وآيتى وبابى ورحمتي ووجهى
ونعمتي، آلاوانى خلقتهم من نور عظمتي، وجعلتهم اهل كرامتي وولايتي، فمن سئلني بهم عارفا بحقه ومقامهم أوجبت لهم نمى الاجابة وكان ذلك حقا.

                     ★★★★★★


نلخص هنا الحلقات السابقة من الوظائف :

الاول- الاغتمام لفراقه ولمظلوميته عليه السلام .

الثاني - إنتظار فرجه وظهوره عليه السلام .

الثالث -البكاء على فراقه ومصيبته .

الرابع - التسليم والانقياد له وترك الاستعجال في ظهوره عليه السلام.

الخامس - طلب معرفته عليه السلام من الله عز وجل كأن يقرأ دعاء زمن الغيبة ((اللهم عرفني نفسك )).

السادس - المداومة على قراءة دعاء الغريق : يالله يا رحمن يا رحيم ....

السابع - ذكر فضائله ومناقبه عليه السلام.

الثامن - التصدق نيابة عنه ..

دعاء عن الامام الرضا عليه السلام لصاحب الامر عجل الله فرجه

روى يونس بن عبد الرّحمن عن الرّضا صلوات الله عليه انّه كان يأمر بالدّعاء لصاحب الامر (عليه السلام) بهذا الدّعاء :
 
اَللّـهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ النّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ، وَعَيْنِكَ النّاظِرَةِ بِاِذْنِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ، الْجَحْجاحِ الُْمجاهِدِ الْعائِذِ بِكَ الْعابِدِ عِنْدَكَ، وَاَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأتَ وَاَنْشَأتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذي لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسوُلَكَ وَآباءِهِ اَئِمَّتَكَوَدَعائِمَ دينِكَ، وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لا تَضيعُ، وَفي جَوارِكَ الَّذي لا يُخْفَرُ، وَفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذي لا يُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِاَمانِكَ الْوَثيقِ الَّذي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لا يُرامُ مَنْ كانَ فيهِ، وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ،وَاَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَاَرْدِفْهُ بِملائِكَتِكَ، وَوالِ مَنْ والاهِ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَاَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الْحَصينَةَ وَحُفَّهُ بِالْمَلائِكَةِ حَفّاً، اَللّـهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ، وَاَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الاَْرْضَ، وَاَيِّدْهُ بِالنَّصْرَ،وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَدَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ مِنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ وَعَمَدَهُ وَدَعائِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ الْبِدَعِ وَمُميتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبّارينَ، وَأَبْرِ بِهِ الْكافِرينَ وَجميعَ الْمُلْحِدينَ في مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيّاراً وَلا تَبْقِىَ لَهُمْ آثاراً، اَللّـهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْبِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَاَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ وَاَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ، وَدارِسَ حُكْمِ النَّبِيّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّى تُعيدَ دينَكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً مَحْضاً صَحيحاً لا عِوَجَ فيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّىتُنيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ، وَتوُضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ، فَاِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذيِ اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأتَهُ مِنَ الْعُيوُبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ،وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اَللّـهُمَّ فَاِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطّامَّةِ اَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا اَتى حوُباً، وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً، وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَريعَةً، وَاَنَّهُ الْهاديِ الْمُهْتَديِ الطّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَاَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ،وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ كُلِّها قَريبِها وَبَعيدِها وَعَزيزِها وَذَليلِها، حَتّى تُجْرِيَ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْم، وَتَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِل، اَللّـهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى وَالَْمحَجَّةَ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطَى الَّتىيَرْجِعُ اِلَيْهَا الْغالي، وَيَلْحَقُ بِهَا التّالي، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ الْقَوّامينَ بِاَمْرِهِ الصّابِرينَ مَعَهُ الطّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيامَةِ في اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِوَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ، اَللّـهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَة وَرِياء وَسُمْعَة، حَتّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلا نَطْلُبَ بِهِ اِلّا وَجْهَكَ، وَحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ وَتَجْعَلَنا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ، وَاَعِذْنا مِنَ السَّاْمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا فَاِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَثيرٌ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ،وَالاَْئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ، وَاَعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما اَسْنَدْتَ اِلَيْهِمْ مِنْ اَمْرِكَ لَهُمْ، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُمْ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ اَعْواناً وَعَلى دينِكَ اَنْصاراً، فَاِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَخُزّانُ عِلْمِكَ، وَاَرْكانُتَوْحيدِكَ، وَدَعائِمُ دينِكَ، وَوُلاةُ اَمْرِكَ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَاَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ اَوْلِيائِكَ، وَصَفْوَةُ اَوْلادِ نَبِيِّكَ وَالسَّلامُ عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.

الدعاء مروي في مصباح المتهجد وجمال الاسبوع.

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

في طريق السالكين إلى الله الجزء15

في طريق السالكين إلى الله   ج15 :

درجات الإخلاص :

 الدرجة الرابعة :

ان يكون الهدف محضا هو اللَّه - سبحانه وتعالى - من دون ايّ نظر ولو جانبي :
لا الى حاجة دنيوية، ولا الى الثواب والعقاب، ولا الى التذاذه بعبادة اللَّه وتحصيل رضوانه، او قربه، او الوصول اليه؛ وذلك لأنّه قد نسي ذاته، وقطع من نفسه جذور حبِّ الذات .....

وّ المعصومين عليهم السلام  على رغم بلوغهم مستوى عبادة الاحرار وكون غايتهم القصوى رضوان اللَّه والتقرب اليه والذوب فيه والوصول اليه وفناءهم في ذات اللَّه تعالى وفي حبّه، نرى انّ الادعية الكثيرة الواردة عنهم عليهم السلام واضحة في طلب الجنّة وما فيها من النِّعم المادية، وطلب الابتعاد من النار.
وحملها جميعا على التصنّع المحض؛ لغرض تعليمنا نحن الذين لم نصل الى تلك المستويات، في غاية الصعوبة والاشكال.

يتبع في الحلقات القادمة بإذن الله ...

الاثنين، 24 سبتمبر 2012

في طريق السالكين إلى الله الجزء14

 في طريق السالكين إلى الله    ج14

تتمة درجات الاخلاص :

الدرجة الثانية :
ان يكون هدف العامل هو اللَّه سبحانه وتعالى، الا انّ له هدفا جانبيا ايضا،
وهو : قضاء الحاجة او الثواب الاخروي او النجاة من النار.

ولا شكَّ انّ هذه الدرجة خير من الدرجة الاولى، الا انّه قد يفترض هذا - ايضا - ناقصا نتيجة عدم تمحضه في ذات اللَّه.

 الدرجة الثالثة :
ان يكون هدفه - ايضا - هو اللَّه سبحانه وتحصيل رضاه، ولكن يسهم مع هذا الهدف في الغاية التذاذه برضوان اللَّه وبالتقرب اليه او الوصول اليه، لا الثواب او نفي العقاب او قضاء الحاجة.

التتمة في الحلقات القادمة بإذن الله .

الأحد، 23 سبتمبر 2012

في طريق السالكين إلى الله الجزء13

في طريق السالكين إلى الله  ج13

درجات الاخلاص :

 الدرجة الاولى :

هو الاخلاص بالمعنى الذي يكون فقهيا مصححا للعبادة،

وتوضيح الامر :
انّه لا شكّ فقهيّا في اشتراط العبادة بالقربة، ومن هنا يقع الاشكال فيمن ياتي ببعض العبادات لهدف قضاء حاجة دنيوية : من شفاء مرض، او دفع عدوّ، او رفع فقر، او ما الى ذلك؛ اذ يقال :
انّ الهدف من هذه العبادة لم يكن هو التقرّب الى اللَّه، بل كان هو قضاء الحاجات، بل انّ الاشكال يتّسع اكثر من ذلك ليشمل عبادة كلِّ من يعبد اللَّه التماسا لثواب الاخرة او هربا من عذاب اللَّه، ولم تكن عبادته عبادة الاحرار الذين يعبدون اللَّه لكونه اهلاً للعبادة، وهذا يعني :

بطلان عبادة جميع العبّاد ما عدا النادر من المؤمنين كالمعصومين عليهم السلام  ومن قارب العصمة.

 الا انّ هذا الاشكال له حلّ على مستوى الفقه، وهو ما يقال من انّ العبادة انّما تصدر عن المؤمن غير المرائي امتثالا لأمر اللَّه او للتقرب اليه، الا انّ الذي دعاه الى هذا التقرب او الى هذا الامتثال هو الوصول الى حاجته الدنيوية او الاخروية، فبرغم انّ الهدف النهائي كان عبارة عن تلك الحاجة الا انّ تلك الحاجة صارت من قبيل الداعي الى الداعي، والداعي الثاني الطولي هو داع القربة، وهذا كافٍ في تصحيح العبادة فقهيا.

*البقية في الحلقات القادمة بإذن الله .

*هذه الحلقة مقتبسة من كتاب تزكية النفس للسيد كاظم الحائري .

صلاة يوم الاحد في شهر ذي القعدة

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة في يوم الاحّد من هذا الشّهر ذات فضل كثير، وفضلها مُلخّصاً انّ من صلّاها قبلت توبته،
وغفرت ذنوبه،
ورضى عنه خصماؤه يوم القيامة
ومات على الايمان وما سلب منه الدّين،
ويفسح في قبره،
وينوّر فيه،
ويرضى عنه أبواهُ،
ويغفر لابويهِ ولذرّيّته،
ويوسّع في رزقه،
ويرفق به ملك الموت عند موته،
ويخرج الرّوح من جسده بُسير وسهولة،

وصفتها أن يغتسل في اليوم الاحّد ويتوضّأ ويصلّي أربع ركعات يقرأ في كلّ منها الحمد مرّة
وقُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ثلاث مرّات
والمعوّذتين مرّة
ثمّ يستغفر سبعين مرّة
ثمّ يختم بكلمة لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ الْعَليِّ الْعَظيمِ ثمّ يقول :

يا عَزيزُ يا غَفّارُ اغْفِرْ لي ذُنُوبي وَذُنُوبَ جَميعِ المؤمِنينَ وَالْمُؤمِناتِ فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اَنْتَ .
 

الظاهر ان الاستغفار يأتي به بعد التسليم.

المصدر : مفاتيح الجنان

السبت، 22 سبتمبر 2012

في طريق السالكين إلى الله الجزء12

في طريق السالكين إلى الله  ج12

  اقلَّ درجات الاخلاص اللازم  ,ان تكون عبادته خالصة للَّه بالمعنى الفقهي من الخلوص الذي لا ينافي كون الهدف الاخير الداعي له الى هدف امتثال امر اللَّه عبارةً عن الوصول الى الجنّة او الفرار من النار، او ايَّ هدف اخر دنيوي او اخروي، وان يترك العبد المناهي على الاطلاق.

 واقوى درجاته ان يكون اخلاصه في كلِّ شي‏ء، لا في خصوص العبادات بالمعنى المصطلح الفقهي، وان يكون اخلاصه بمعنى :
ان يكون هدفه محضا هو اللَّه تعالى ورضوانه، لا جنته او الهرب من ناره، وان كانت تلك اهدافا جانبية وحاصلة ضمنا بلطف اللَّه‏وكرمه،

قال اللَّه تعالى : وما تُجزون الا ما كنتم تعملون  * الا عباد اللَّه المخلَصين * اولئك لهم رزق معلوم * فواكه وهم مكرمون * في جنّات النعيم *

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

فضل يوم الجمعة وبعض من أعماله

فضل يوم الجمعة :

روى البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
إن يوم الجمعة سيد الايام ،
يضاعف الله عزوجل فيه الحسنات ،
ويمحو فيه السيئات ،
ويرفع فيه الدرجات ،
ويستجيب فيه الدعوات ،
ويكشف فيه الكربات ،
ويقضي فيه الحاجات العظام ،
وهو يوم المزيد لله فيه عتقاء وطلقاء من النار ما دعا الله فيه أحد من الناس وعرف حقه وحرمته ، إلا كان حتما على الله أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار ،
وإن مات في يومه أو ليلته مات شهيدا ، وبعث آمنا ، وما استخف أحد بحرمته وضيع حقه إلا كان حقا على الله عزوجل أن يصليه نار جهنم إلا أن يتوب .

                           ★★★★★★★★

أعمال يوم الجمعة:

١-صلاة جعفر الطيار (ع)

صلاة جعفر الطيار (ع) التي تعد الاكسير الاعظم والكبريت الاحمر ، والتي رويت باسناد كثيرة معتبرة , وهي موجبة لمغفرة الذنوب الكبيرة ، والتي افضل اوقاتها عند ارتفاع الشمس يوم الجمعة ، كيفيتها هي:

أربع ركعات بينهما تشهد وتسليم ،
يقرأ في الاولى بعد الحمد : سورة الزلزلة ، وفي الثانية بعد الحمد : سورة العاديات ، والثالثة بعد الحمد : سورة النصر ، وفي الرابعة بعد الحمد : قل هو الله احد،

وفي كل ركعة بعد الفراغ من الحمد والسورة يقول :{ سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر } (15) مرة ،
وفي الركوع بعد ذكر الركوع يقول نفس التسبيحات الاربعة (10)مرات ،
وعندما يرفع رأسه يقرأها (10) مرات ،
وكذلك في السجدة الاولى ،
وبعد ان يرفع رأسه منها ،
ثم عندما يسجد ثانية ،
ثم عندما يرفع رأسه منها ، فيصير المجموع (300) مرة في الركعات الاربعة

* يستحب أن يقول في السجدة الثانية من الركعة الرابعة بعد التسبيحات :

« يا من لبس العز والوقار ، يا من تعطف بالمجد وتكرم به ، يا من لا ينبغي التسبيح إلا له ، يا من أحصى كل شيء علمه ، يا ذا النعمة والطول ، يا ذا المن والفضل ، يا ذا القدرة والكرم ، أسألك بمعاقد العز من عرشك ، وبمنتهى الرحمة من كتابك ، وبأسمك الأعظم الأعلى ، وبكلماتك التامات أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تفعل بي كذا وكذا » ويذكر حاجته.

                   ★★★★★★★★  
 
٢- غسل الجمعة

عن الإمام الصّادق صلواتُ الله وسلامه عليه أنه قال :

من اغتسل يوم الجُمعة فقال :
اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني مِنَ التَّوّابينَ واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرينَ كان طهراً من الجمعة الى الجُمعة

غسل الجمعة ثابت استحبابه عند جملة من الفقهاء وهو يُجزي عن الوضوء كالسيد السيستاني (يرجى  مراجعة مرجع التقليد)
ووقته من فجر الجمعة الى الغروب والأفضل الإتيان به قبل الزوال.

         

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

في طريق السالكين إلى الله الجزء11

تذكير بصيام يوم غد فهو يصادف أول خميس من شهر ذي القعدة .

                                ----------

في طريق السالكين إلى الله  ج11 :

آثار الإخلاص الغَيْبيَّة:

لا شك أنَّ للإخلاص كما لسائر الأعمال الخيِّرة والعبادات الجليلة الَّتِي أمرنا بها آثاراً قد نرى أو نشعر ببعضها، لكنْ لا شك ما خفي علينا أعظم وأجلَّ.
وقد ورد في حقِّ الإخلاص ما يُبْهر العقول من أمور لا نملِكُ لها تفسيراً إلاَّ أنَّها رحمةٌ من الله العزيز الجبَّار، ولا يُمكن تفسير مثل هذه البركات بموازين العقل والمنطق السائدين عند أهل الدُّنْيا.
فبعد المراقبة الشديدة، يثبت المرء على الإخلاص ليوم أو يومين... أمَّا مَنْ وُفِّق لأكثر من ذلك فسوف يرزقه الله رزقاً لا يوزن بذهب ولا بفضة.
ورد عن سَيِّدنا المصطفى : «ما أخلص عبدٌ لله عزَّ وجَلَّ أربعين صباحاً إلاَّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه».
وفي تسديد الله عزَّ وجَلَّ للمؤمن المخلص، رُوي عنه :
«قال الله عزَّ وجَلَّ: لا أطَّلع على قلبِ عبدٍ، فأعلم منه حبَّ الإخلاص لطَّاعتي لوجهي، وابتغاء مرضاتي إلاَّ تولَّيْتُ تقويمه وسياسته».

قصَّةٌ للعبرة والاقتداء:

في سياق قصَّة موسى وشعيب، على نبيِّنا وآله وعليهما السلام
، ورد:
... فلَّما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيَّأ، فقال له شعيب: اجلسْ يا شاب فتعشَّ، فقال له موسى: أعوذ بالله، قال شُعيب: ولِمَ ذاك، أَلَسْتَ جائع؟!
قال: بلى، ولكنْ أخاف أن يكون هذا عوضاً لِمَا سقيتُ لهما، وإنَّا أهلْ بيتٍ لا نبيع شيئاً من عمل الآخرة بملء الأرض ذهباً، فقال له شُعيب: لا والله يا شاب، ولكنَّها عادتي وعادة آبائي نقري الضَّيْف ونُطعم الطعام.

قال: فجلس موسى يأكل.

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

صلاة أول يوم من الشهر

صلاة أول يوم من الشهر :

يستحب في اليوم الأول من كل شهر أن يصلي ركعتين ، يقرأ في الاُولى بعد الحمد قل هو الله أحد ثلاثين مرة ، وفي الثانية بعد الحمد إنا أنزلناه ثلاثين مرة ، ثم يتصدق بما تيسر فيشتري سلامة تمام الشهر بهذا ، ويستحب أن يقرأ بعد الصلاة هذه الآيات : « 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم
ِ وَما مِنْ دابَّة فِى الاَْرْضِ الاّ عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فى كِتاب مُبين .
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
وَاِنْ يُمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ اِلاّ هُوَ وَاِنْ يُرِدْكَ بِخَيْر فَلا رادَّ لِفَضْلِهِ يُصيبُ بِهِ مَنْ يَشآءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرحيم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْر يُسْراً ما شآءَ اللهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ وَاُفَوِّضُ اَمْرى اِلَى اللهِ اِنَّ اللهَ بَصيرٌ بِالْعِبادِ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اِنّى كُنْتَ مِنْ الظّالِمينَ رَبِّ اِنّى لِما اَنْزَلْتَ اِلَىَّ مِنْ خَيْر فَقيرٌ رَبِّ لا تـَذَرْنى فَرْداً وَاَنْتَ خَيْرُ الْوارِثينَ . >>

ويجوز الإتيان بها في تمام اليوم وليس لها وقت معين.

المصدر العروة الوثقى الجزء الثاني

*يصادف هذا اليوم ذكرى ولادة السيدة فاطمة المعصومة بنت الامام الكاظم عليها السلام.

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

في طريق السالكين إلى الله الجزء 10

في طريق السالكين إلى الله   ج10

الإخلاص في العمل أشدُّ منه:

لعلَّ البعض يظنُّ أنَّ الإخلاص مسألةٌ بسيطة يُمكنُ تحصيلها بأدنى جهد، لكنَّ الَّذي يعرف طبيعة النَّفس البشرية وهواها ورغباتها وشهواتها يلمس عظيم المعاناة الَّتي تُصاحب العمل ليكون صافياً خالصاً قربة إلى الله تعالى.

والمؤمن بالغيب هو الأقدر والأجدر لتحصيل هذه الدرجة المعنويَّة العالية.

رُوي عن أمير المؤمنين قولُه:
«تصفية العمل، خيرٌ من العمل».

وعن الإمام الباقر قوله:
«الإبقاء على العمل أشدُّ من العمل».
قال الراوي: وما الإبقاء على العمل؟
قال : «يصل الرَّجل بصلةٍ، ويُنْفِق نفقةً لله وحده لا شريك له، فتُكتب له سِرّاً، ثم يذكرها فتُمْحى فتكتب له علانية، ثمَّ يذكرها فتُمْحى وتُكتب له رياء».

لذلك أراد الإسلام أن يُعلِّم أتباعه الإخلاص الحقيقي فدعاهم ودرَّبهم على عبادة السرِّ، في سائر المجالات، وجعلها أجراً وثواباً أفضل من عبادة العلن.
واشتُهر عن مولانا رسول الله (ص) قوله:
«أعظم العبادة أجراً، أخفاها».

وفي بحار الأنوار أيضاً، عن الإمام الصَّادق قال:

«إذا كان يوم القيامة، نظر رضوان خازن الجنَّة إلى قومٍ لم يمرُّوا به، فيقول: مَنْ أنتم؟ ومن أين دخلتم؟! قال: يقولون: إيَّاك عنَّا، فإنَّا قومٌ عبدنا الله سِرّاً، فأدخلنا الله سِرّاً».

يتبع في الحلقات القادمة  بإذن الله ....