السبت، 13 يوليو 2013

والمستغفرين بالاسحار ج10

والمستغفرين بالأسحار  ج10

ورد في دعاء السحر دعاء ابي حمزة الثمالي:
1- بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ولولا أنت لم أدرِ ما أنت، الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني وإن كنت بطيئاً حين يدعوني، الحمد لله الذي أسأله فيعطيني وإن كنت بخيلاً حين يستقرضني.

إلهي أعظم النعم عليّ نعمة معرفتك، وأنا لم أصل إلى معرفتك بنفسي وإنما أنت أوصلتني ولو أردت هواني لم تهدني، أنت دللتني عليك ولولا أنت لم أدرِ ما أنت، إلهي كلما احتجتك أجِدك سريعاً في الإجابة، وكلما أمرتني تجِدني بطيئاً إلا أنك مع ذلك تظلُّ تغمرني بعطفك وحنانك أسألك فتعطيني، وتستقرضني حين تحثُّني على العطاء والإنفاق، أوالقرض، وحين تريدني أن أكون بارّاً متسامحاً أعفو وأصفح. تستقرضني لأعطي من المال ومن الخُلُق الحسن فيغلب عليّ البخل إلا أن ذلك لا يمنعك من مواصلة عطائي.

2- والحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي وأخلو به حيث شئت لسري.
 أرأيت ملكاً يستطيع الفقير أن يناديه كلما كانت له إليه حاجة، إن ملك الملوك عز وجل قريب من عباده، كيف أن الأم من فرط حبها لابنها تجيبه كلما ناداها ومهما كانت أعمالها، إن حنان الله عز وجل وحبه لنا أكبر من حب الأم بكثير، بل إن حب الأم كما تقدم تماوج من فيض حبه عز وجل.
إن هذه المعاني وأمثالها في دعاء السحر وفي دعاء الإفتتاح تريد أن تعزّز فينا حسن الظن بالله عز وجل حتى لا نحمل في ذهننا تصور أن الله تعالى بعيد عنا، لا يهتم بنا لا باستجابة أدعيتنا ولا بطلباتنا.
 ليس من حسن الظن أن نحمل مثل هذه التصورات بل ينبغي أن نعيش بعمق أنه قريب منا، وأنه تعالى أمل الآملين، وملاذ اللائذين.

3-     وأنا يا سيدي عائذ بفضلك هارب منك إليك متنجّزٌ ما وعدت من الصفح عمن أحسن بك ظناً.
 إلهي من لي غيرك. جئتك مستجيراً بك من النار فأجرني، مستعيذاً بك فأعذني. 
إلهي لا أحمل إلا حسن ظني بك، لا أتكل على عملي إلا أنك أرحم الراحمين، أكرم الأكرمين، كل زادي هو حُسن ظني بك وسوء ظني بنفسي.

4- أفَتراك يا ربي تُخلِف ظنونا أو تخيّب آمالنا، كلا يا كريم فليس هذا ظننا بك ولا هذا فيك طمعنا، يا رب إن لنا فيك أملاً طويلاً كثيراً إن لنا فيك رجاءً عظيماً عصيناك ونحن نرجو أن تستر علينا، ودعوناك ونحن نرجو أن تستجيب لنا فحقّق رجاءنا مولانا فقد علمنا ما نستوجب بأعمالنا ولكن علمك فينا وعلمنا بأنك لا تصرفنا عنك وإن كنا غير مستوجبين لرحمتك فأنت أهل أن تجود علينا وعلى المذنبين بفضل سعتك.

من الواضح أن حسن الظن بالله عز وجل هو المناخ الملائم لاستجابة الدعاء، ومن الواضح أن سوء الظن بالله عز وجل حجاب يجعل الإنسان غير قادر على الدعاء بحق، يجعله لا يستطيع أن يطلب من الله عز وجل طلباً حقيقياً.إن طلب الإنسان السيء الظن بالله عز وجل كالطلب من شخص تعلم مسبقاً أنه لن يُلبّي طلبك، مما يجعل طلبك منه شكليا،فهو شبه طلب. / من كتاب مناهل الرجاء في اعمال شهر رمضان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق