زيارة النّبي صلّى الله عليه وآله من البعد
قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في زاد المعاد في أعمال عيد الميلاد وهو اليوم السّابع عشر من ربيع الاوّل: قال الشّيخ المفيد والشّهيد والسّيد ابن طاووس (رحمهم الله): اذا أردت زيارة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ما عدا المدينة الطيّبة من البِلاد فاغتسل ومثّل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه الشّريف ثمّ قف وتوجّه بقلبك اليه وقُل:
أشْهَدُ أنْ لا إلـهَ إلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأشْهَدُ أنَّهُ سَيِّدُ الأوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، أللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى أهْلِ بَيْتِهِ الأئِمَّةِ الطَّيِّبينَ، ثمّ قل: ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليلَ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجيبَ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْمُرْسَلينَ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِماً بِالْقِسْطِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا فاتِحَ الْخَيْرِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْوَحْيِ وَالتَّنْزيلِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَلِّغاً عَنِ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا السِّراجُ الْمُنيرُ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَشِّرُ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَذيرُ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُنْذِرُ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذي يُسْتَضاءُ بِهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ الْهادينَ الْمَهْدِيّينَ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَعَلى أبيكَ عِبْدِ اللهِ، ألسَّلامُ عَلى اُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَب، ألسَّلامُ عَلى عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَداءِ، ألسَّلاُمُ عَلى عَمِّكَ الْعَبّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، ألسَّلامُ عَلى عَمِّكَ وَكَفيلِكَ أبي طالِب، ألسَّلامُ عَلى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَر الطَّيّارِ في جِنانِ الْخُلْدِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا أحْمَدُ ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ عَلَى الأوَّلينَ وَالاْخَرينَ وَالسّابِقُ إلى طاعَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَالْمُهَيْمِنُ عَلى رُسُلِهِ، وَالْخاتَمُ لِأنْبِيائِهِ، وَالشّاهِدُ عَلى خَلْقِهِ، وَالشَّفِيعُ إلَيْهِ، وَالْمَكينُ لَدَيْهِ، وَالْمُطاعُ في مَلَكُوتِهِ، الأحْمَدُ مِنَ الأوْصافِ، الْمحَمَّدُ لِسائِرِ الأشْرافِ، الْكَريمُ عِنْدَ الرَّبِّ، وَالْمُكَلَّمُ مِنْ وَراءِ الْحُجُبِ، الْفائِزُ بِالسِّباقِ، وَالْفائِتُ عَنِ اللِّحاقِ، تَسْليمَ عارِف بِحَقِّكَ مُعْتَرِف بِالتَّقْصيرِ في قِيامِهِ بِواجِبِكَ، غَيْرَ مُنْكَر مَا انْتَهى إلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ، مُوقِن بِالْمَزيداتِ مِنْ رَبِّكَ، مُؤْمِن بِالْكِتابِ الْمُنْزَلِ عَلَيْكَ، مُحَلِّل حَلالَكَ، مُحَرَّم حَرامَكَ، أشْهَدُ يا رَسُولَ اللهِ مَعَ كُلِّ شاهِد، وَأتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِد، أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لإمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ، وصَدَعْتَ بِأمْرِهِ، وَاحْتَمَلْتَ الأذى في جَنْبِهِ، وَدَعَوْتَ إلى سَبيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ الْجَميلَةِ، وَأدَّيْتَ الْحَقَّ الَّذي كانَ عَلَيْكَ، وَأنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرينَ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، فَبَلَغَ اللهُ بِكَ أشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، وَأعْلى مَنازِلِ الْمُقَرَّبينَ، وَأرْفَعَ دَرَجاتِ الْمُرْسَلينَ، حَيْثُ لا يَلْحَقُكَ لاحِقٌ، وَلا يَفُوقُكَ فائِقٌ، وَلا يَسْبِقُكَ سابِقٌ، وَلا يَطْمَعُ في إدْراكِكَ طامِعٌ، ألْحَمْدُ للهِ الَّذي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الْهَلَكَةِ، وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ، وَنوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ، فَجَزاكَ اللهُ يا رَسُولَ اللهِ مِنْ مَبْعُوث أفْضَلَ ما جازى نَبِيَّاً عَنْ اُمَّتِهِ، وَرَسُولاً عَمَّنْ اُرْسِلَ إلَيْهِ، بَأبي أنْتَ وَاُمّي يا رَسُولَ اللهِ، زُرْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَخالَفَ أهْلَ بَيْتِكَ، عارِفاً بِالْهُدَى الَّذي أنْتَ عَلَيْهِ، بِأبي أنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي وَأهْلي وَمالي وَوَلَدي، أنَا اُصَلّي عَلَيْكَ كَما صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ، وَصَلّى عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وَأنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ، صَلاةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً لأ انْقِطاعَ لَها وَلا أمَدَ وَلا أجَلَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى أهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ كَما أنْتُمْ أهْلُهُ.
ثمّ ابسط كفّيك وقل: أللّـهُمَّ اجْعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ، وَنَوامِيَ بَرَكاتِكَ، وَفَواضِلَ خَيْراتِكَ، وَشَرائِفَ تَحِيّاتِكَ وَتَسْليماتِكَ وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَأنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَأئِمَّتِكَ الْمُنْتَجَبينَ، وَعِبادِكَ الصّالِحينَ، وَأهْلِ السَّماواتِ وَالأرَضينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الأوَّلينَ وَالاْخِرينَ، عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ وَنَذيرِكَ وَأمينِكَ وَمَكينِكَ وَنَجِيِّكَ وَنَجيبِكَ وَحَبيبِكَ وَخَليلِكَ وَصَفيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَخَيْرِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَخازِنِ الْمَغْفِرَةِ، وَقائِدِ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَمُنْقِذِ الْعِبادِ مِنَ الْهَلَكَةِ بِإذْنِكَ، وَداعيهِمْ إلى دينِكَ الْقَيِّمِ بِأمْرِكَ، أوَّلِ النَّبيّينَ ميثاقاً، وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً، الَّذي غَمَسْتَهُ في بَحْرِ الْفَضيلَةِ وَالْمَنْزِلَةِ الْجَليلَةِ، وَالدَّرَجَةِ الرَّفيعَهِ، وَالْمَرْتَبَةِ الْخَطيرَهِ، وَأوْدَعْتَهُ الأصْلابَ الطّاهِرَةَ، وَنَقَلْتَهُ مِنْها إلَى الأرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لُطْفاً مِنْكَ لَهُ وَتَحَنُّناً مِنْكَ عَلَيْهِ، إذْ وَكَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَيْناً عاصِمَةً، حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مَدانِسَ الْعُهْرِ، وَمَعائِبَ السِّفاحِ، حَتّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ الْعِبادِ، وَأحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ الْبِلادِ، بِأنْ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الأسْتارِ، وَألْبَسْتَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الأنْوارِ، أللّـهُمَّ فَكَما خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ الْمَرْتَبَةِ الْكَريمَةِ وَذُخْرِ هذِهِ الْمَنْقَبَةِ العَظِيْمَة، صَلِّ عَلَيْهِ كَما وَفي بِعَهْدِكَ، وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ، وَقاتَلَ أهْلَ الْجُحُودِ عَلى تَوْحيدِكَ، وَقَطَعَ رَحِمَ الْكُفْرِ في إعْزازِ دينِكَ، وَلَبِسَ ثَوْبَ الْبَلْوى في مُجاهَدَةِ أعْدآئِكَ، وَأوْجَبْتَ لَهُ بِكُلِّ أذَىً مَسَّهُ أوْ كَيْد أحَسَّ بِهِ مِنَ الْفِئَةِ الَّتي حاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضيلَةً تَفُوقُ الْفَضائِلَ، وَيَمْلِكُ بِهَا الْجَزيلَ مِنْ نَوالِكَ، وَقَدْ أسَرَّ الْحَسْرَةَ، وَأخْفَى الزَّفْرَةَ، وَتَجَرَّعَ الْغُصَّةَ، وَلَمْ يَتَخَطَّ ما مَثَّلَ لَهُ وَحْيُكَ، أللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى أهْلِ بَيْتِهِ صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ، وَبَلِّغْهُمْ مِنّا تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِمْ فَضْلاً وَإحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً، إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ.
ثمّ صلّ أربع ركعات صلاة الزّيارة بسلامين واقرأ فيها ما شئت مِن السّور، فاذا فرغت فسبّح تسبيح الزّهراء (عليها السلام) وقُل:
أللّـهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلّى اللهُ عَلَيْه وَآلِهِ: (وَلَوْ أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً) وَلَمْ أحْضُرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، أللّـهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّئِ عَمَلي، وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبي ومُقِرّاً لَكَ بِها وَأنْتَ أعْلَمُ بِها مِنّي، وَمُتَوَجِّهاً إلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاجْعَلْني أللّـهُمَّ بِمُحَمَّد وَأهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللهِ، بِأبي أنْتَ وَاُمّي يا نَبِيَّ اللهِ يا سَيِّدَ خَلْقِ اللهِ، إنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إليَ اللهِ رَبِّكَ وَرَبّي لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي، وَيَتَقَبَّلَ مِنّي عَمَلي، وَيَقْضِيَ لي حَوائِجي، فَكُنْ لي شَفيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبّي، فَنِعْمَ الْمَسْؤُولُ الْمَوْلى رَبّي، وَنِعْمَ الشَّفيعُ أنْتَ يا مُحَمَّدُ، عَلَيْكَ وَعَلى أهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ، أللّـهُمَّ وَأوْجِبْ لي مِنْكَ الْمَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الْواسِعَ الطَّيِّبَ النّافِعَ، كَما أوْجَبْتَ لِمَنْ أتى نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَيُّ، فَأقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمْ الرّاحِمينَ، أللّـهُمَّ وَقَدْ أمَّلْتُكَ وَرَجَوْتُكَ وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَرَغِبْتُ إلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ، وَقَدْ أمَّلْتُ جَزيلَ ثَوابِكَ، وَإنّي لَمُقِرٌّ غَيْرُ مُنْكِر، وَتائِبُ إلَيْكَ مِمَّا اقْتَرَفْتُ، وَعائِذٌ بِكَ في هذَا الْمَقامِ مِمّا قَدَّمْتُ مِنَ الأعْمالِ التَّي تَقَدَّمْتَ إلَيَّ فيها وَنَهَيْتَني عَنْها، وَأوْعَدْتَ عَلَيْهَا الْعِقابَ، وَأعُوذُ بِكَرَمِ وَجْهِكَ أنْ تُقيمَني مَقامَ الْخِزْىِ وَالذُّلِّ يَوْمَ تُهْتَكُ فيهِ الأسْتارُ، وَتَبْدُو فيهِ الأسْرار وَالْفَضائِحُ، وَتَرْعَدُ فيهِ الْفَرائِصُ، يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ، يَوْمَ الاْفِكَةِ، يَوْمَ الاْزِفَةِ، يَوْمَ التَّغابُنِ، يَوْمَ الْفَصْلِ، يَوْمَ الْجَزاءِ، يَوْماً كانَ مِقْدارُهُ خَمْسينَ ألْفَ سَنَة، يَوْمَ النَّفْخَةِ، يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرّادِفَهُ، يَوْمَ النَّشْرِ، يَوْمَ الْعَرَضْ، يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمينَ، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أخيهِ وَاُمِّهِ وَأبيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنيهِ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرْضُ وَأكْنافُ السَّماءِ، يَوْمَ تَأتي كُلُّ نَفْس تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، يَوْمِ يُرَدُّونَ إلَى اللهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا، يَوْمَ لا يُغْني مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إلّا مَنْ رَحِمَ اللهُ إنَّهُ هُوَ الْعَزيزُ الرَّحيمُ، يَوْمَ يُرَدُّونَ إلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، يَوْمَ يُرَدُّونَ إلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الْحَقُّ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْداثِ سِراعاً كَأنَّهُمْ إلى نُصُب يُوفِضُونَ، وَكَأنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعينَ إلَى الدّاعِ إلَى اللهِ، يَوْمَ الْواقِعَةِ، يَوْمَ تَرُجُّ الأرْضُ رَجّاً، يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ، وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ، وَلا يُسْألُ حَميمٌ حَميماً، يَوْمَ الشّاهِدِ وَالْمَشْهُودِ، يَوْمَ تَكُونُ الْمَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً، أللّـهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفي في ذلِكَ الْيَوْمِ بِمَوْقِفي في هذَا الْيَوْمِ، وَلا تُخْزِني في ذلِكَ الْمَوْقِفِ بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسي، وَاجْعَلْ يا رَبِّ في ذلِكَ الْيَوْمِ مَعَ أوْلِيائِكَ مُنْطَلَقي، وَفي زُمْرَةِ مُحَمَّد وَأهْلِ بَيْتِهِ عليهم السلام مَحْشَري، وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدي، وَفِي الْغُرِّ الْكِرامِ مَصْدَري، وَأعْطِني كِتابِي بِيَميني حَتّى أفُوزَ بِحَسَناتي، وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجْهي، وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابِي، وَتُرَجِّحَ بِهِ ميزاني، وَأمْضِيَ مَعَ الْفائِزينَ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ إلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ إلـهَ الْعالَمينَ، أللّـهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ تَفْضَحَني في ذلِكَ الْيَوْمِ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلايِقِ بِجَريرَتي، أوْ أنْ ألْقَى الْخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطيئَتي، أوْ أنْ تُظْهِرَ فيهِ سَيِّئاتِي عَلى حَسَناتي، أوْ أنْ تُنَوِّهَ بَيْنَ الْخَلائِقِ بِاسْمي، يا كَريمُ يا كَريمُ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ، السَّتْرَ السَّتْرَ، أللّـهُمَّ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ يَكُونَ في ذلِكَ الْيَوْمِ في مَواقِفِ الأشْرارِ مَوْقِفي، أوْ في مَقامِ الأشْقياءِ مَقامي، وَإذا مَيَّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلاًّ بِأعْمالِهِمْ زُمَرَاً إلى مَنازِلِهِمْ فَسُقْني بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ، وَفي زُمْرَةِ أوْلِيائِكَ الْمُتَّقينَ إلى جَنّاتِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.
ثمّ ودّعه وقل: ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا الْبَشيرُ النَّذيرُ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا السِّراجُ الْمُنيرُ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا السَّفيرُ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، أشْهَدُ يا رَسُولَ اللهِ أنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصْلابِ الشّامِخَةِ، وَالأرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ بِأنْجاسِها، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهَمّاتِ ثِيابِها، وأشْهَدُ يا رَسُولَ اللهِ أنّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالأئِمَّةِ مِنْ أهْلِ بَيْتِكَ مُوقِنٌ بِجَميعِ ما أتَيْتَ بِهِ راض مُؤْمِنٌ، وَأشْهَدُ أنَّ الأئِمَّةَ مِنْ أهْلِ بَيْتِكَ أعْلامُ الْهُدى، وَالْعُرْوَةُ الْوُثقى، وَالْحُجَّةُ عَلى أهْلِ الدُّنْيا، أللّـهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَإنْ تَوَفَّيْتَني فَإنّي أشْهَدُ في مَماتي عَلى ما أشْهَدُ عَلَيْهِ في حَياتي أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلـهَ إلّا أنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأنَّ الأئِمَّةَ مِنْ أهْلِ بَيْتِهِ أوْلِياؤُكَ وَأنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفاؤُكَ في عِبادِكَ، وَأعْلامُكَ في بِلادِكَ، وَخُزّانُ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةُ سِرِّكَ، وَتَراجِمَةُ وحْيِكَ، أللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّد وَآلِهِ في ساعَتي هذِهِ وَفي كُلِّ ساعَة تَحِيَّةً مِنّي وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرُ تَسْليمي عَلَيْكَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق