⭐️⭐️مقتطفات من محاضرة الشيخ ميثم السلمان في مسجد الرسول الأعظم ٦-٥-٢٠١٤ ⭐️⭐️ الجزء ١
تحت عنوان :-
استثمار شهري رجب وشعبان
عن الإمام أبي الحسن عليه السّلام، قال: رجبٌ شهرٌ في الجنّة ..
في كل مرة نسعى لأن يكون شهر رجب فيها مختلفاً عن سابقه .. أن يكون محطة جديدة تعبر بنا أقصر السبل وصولاً لله تعالى ..
(١) كيف نتعاطى مع شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان؟
ينبغي أن ندرك أن هذه الأشهر بها نفحاتٌ خاصة وهي محطات تكاملية في حركة السير والسلوك إلى الله ؛ ففيها اغترافٌ شديد العمق والأثر من معين الرحمة الإلهية والضيافة الربانية التي تغسل الخطايا وتطهر القلوب وتروي المنتهلين الهمة العالية والنشاط الحثيث لاستقبال ليلة القدر العظيمة وما حوت من عطايا وهدايا لا تدركها الحواس .. لذا علينا التأهب والتزود لها منذ اللحظة ؛ لأنها عين الرجاء..
(٢) - شهر رجب به خصوصيات ولعله يمثل بداية الرحلة التكاملية في الأشهر الثلاثة (رجب - شعبان - رمضان) ، ومنه تبدأ محطات التزود في السير إلى الله من كل أيامه ولياليه المباركة كليلة الرغائب وليالي البيض ومناسبات أهل البيت (ع) فيه ..
(٣) - يستحب الغسل في أول رجب وأوسطه وآخره والغسل هنا يتجاوز بمعناه حدود صب الماء على الرأس حتى يتخلل البدن ؛ فالماء يتخطى الأبعاد المادية في العبادات كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : إن أردت الطهارة والوضوء فتقدّم إلى الماء تقدّمك إلى رحمة الله ، فإنّ الله قد جعل الماء مفتاح قربته ومناجاته.
(٤) - الأشهر والأيام والليالي العبادية مترابطة وليست منفصلة عن بعضها البعض ؛ فالاجتهاد في أول رجب يؤثر على إحياء ليلة المبعث ، والخلوص في أعمال شهر رجب تؤثر على ليلة النصف من شعبان ، والاستغفار في شهر شعبان تتجلى آثاره في شهر مضان ، ولربما توجد علاقة بين الأشهر الثلاث ؛ أي شهر رجب وشهر شعبان وشهر رمضان والعشرة الأولى من ذي الحجة ؛ ولذلك فبإمكان الحاج المثالي الشروع في التخطيط المعنوي والاستعداد لوقوفه مستغفرا بعرفة ونازعا لمخيط المادة بالميقات وطائفا ببيت الله من شهر رجب .
(٥)- كأنما توجد للمؤمن محطتان موسميتان في السنة :-
الموسم الأول : هو الأشهر الثلاث (رجب-شعبان-رمضان) وهو موسم زمني طويل نسبيا به قرابة ٩٠ يومًا ، وبه أعظم المحطات السنوية وهي ليلة القدر..
الموسم الثاني : العشرة الأولى من ذي الحجة وهي محطة قصيرة ولكنها خاصة لمن استطاع إليه سبيلا ( الحج ) وتتطلب سفرا مكانيا إلى بيت الله.
على المؤمن أن يعتبر الرحلة منذ يوم مشاهدة هلال رجب إلى مشاهدة هلال العيد دورةً تدريبيةً مركزةً ومتكاملةً في تهذيب النفس والتخلق بالأخلاق الفاضلة ..
(٦)- من زرع بذور التوبة والإنابة والخضوع لله في شهر رجب ورواها بدموع الاستغفار في شهر شعبان نال الثمرة الروحية في شهر رمضان ؛ فبمقدار ما تجتهد في رجب وشعبان تتجلى فيك الخصوصية الروحية في شهر رمضان ؛ وبالخصوص في ليلة القدر..
(٧) - نحن قومٌ كسالى مع الله.. هذه حقيقة وإن كانت مرة ؛ فالله هو الذي يتحبب إلينا ونحن نتبغض إليه ، وهو الذي يتقرب منا ونحن نبتعد منه ، وهو الذي يحفزنا للسفر إليه فننشغل بغيره ، وهو الذي يشتاق لتوبتنا ونحن نعيش الولع بالمعاصي ..
(٨) - إن لله عز وجل جوائزَ وعطايا في الأشهر الثلاث وربما تكون جائزة شهري رجب وشعبان في شهر رمضان وليلة القدر. ويجب أن ندرك أن هناك جوائز قد تنالها رغم التقصير ؛ لذا تأملوا أحبتي في الجوائز الليلية التي لا نلتفت إليها : تخاطب الله في نافلة الليلة وتقول له : لك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا ومواهب ، والجوائز والعطايا والمواهب والهبات تعطى بلا مقابل ؛ أي بعيدة عن نظام الإجارة وتعويض الجهد والجزاء للعمل ومن هنا ، فما المانع من أن يستبشر المؤمن بها وإن كان مقصرا في الأشهر الثلاثة لنيل الجوائز الرجبية والعطايا الشعبانية والمواهب الرمضانية ؟!!
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق