صفة أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام 4 :
فلو رأيتهم أحنف وقد قدموا على زيادات ربهم سبحانه فإذا ضربت جنائبهم صوتت رواحلهم بأصوات لم يسمع السامعون بأحسن منها،
وأظلتهم غمامة فأمطرت عليهم المسك والرادن وصهلت خيولها بين أغراس تلك الجنان،
وتخللت بهم نوقهم بين كثب الزعفران ويتطأ من تحت اقدامهم اللؤلؤ والمرجان،
واستقبلتهم قهارمتها بمنابر الريحان
وهاجت لهم ريح من قبل العرش فنثرت عليهم الياسمين والأقحوان،
وذهبوا إلى بابها فيفتح لهم الباب رضوان،
ثم يسجدون لله في فناء الجنان،
فقال لهم الجبار ارفعوا رؤسكم فانى قد رفعت عنكم مؤنة العبادة وأسكنتكم جنة الرضوان،
فان فاتك يا أحنف ما ذكرت لك في صدر كلامي لتتركن في سرابيل القطران ولتطوفن بينها وبين حميم آن، ولتسقين شرابا حار الغليان، في انضاجه فكم يومئذ في النار من صلب محطوم ووجه مهشوم، ومشوه مضروب على الخرطوم قد اكلت الجامعة كفه،
والتحم الطوق بعنقه
فلو رأيتهم يا أحنف ينحدرون في أوديتها ويصعدون جبالها، وألبسوا المقطعات من القطران، واقرنوا مع فجارها وشياطينها فإذا استغاثوا بأسوأ أخذ من حريق شدت عليهم عقاربها وحياتها
ولو رأيت مناديا ينادى وهو يقول يا أهل الجنة ونعيمها ويا أهل حليها وحللها خلود فلا موت فعندها ينقطع رجاؤهم وتغلق الأبواب وتنقطع بهم الأسباب
فكم يومئذ من شيخ ينادى واشيبتاه وكم شباب ينادي وا شباباه،
ظوكم من امرأة تنادى وا فضيحتاه هتكت عنهم الستور،
فكم يومئذ من مغموس، بين أطباقها محبوس، يا لك غمسة ألبستك بعد نباس الكتان، والماء المبرد على الجدران، واكل الطعام ألوانا بعد ألوان، لباسا لم يدع لك شعرا ناعما كنت مطعمه بيضه، ولا عينا كنت تبصر بها إلى حبيب الا تقأها، هذا ما أعد الله للمجرمين وذلك ما أعد الله للمتقين . / كتاب صفات الشيعة للشيخ الصدوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق