حق المؤمن على المؤمن
سئل الرضا علي بن موسى عليه السلام : ما حقّ المؤمن على المؤمن؟
فقال : إنّ من حقّ المؤمن على المؤمن :
المودّة له في صدره ،
والمواساة له في ماله ،
والنصرة له على من ظلمه ،
وإن كان فيء للمسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه ،
وإذا مات فالزيارة إلى قبره ،
ولايظلمه ، ولا يغشه ، ولا يخونه ، ولا يخذله ، ولا يغتابه ، ولا يكذبه ، ولا يقول له اُفّ ، فإذا قال له : اُف ، فليس بينهما ولاية ، و
إذا قال له : أنت ( علي عدو ) فقد كفّر أحدهما صاحبه ، وإذا اتّهمه انماث الايمان فى قلبه كما ينماث الملح في الماء.
ومن أطعم مأمناً كان أفضل من عتق رقبة ، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ،
ومن كسا مؤمناً من عري كساه الله من سندس و حريرالجنّة ،
ومن أقرض مؤمناً قرضاً يريد به وجه الله عزّ وجلّ حسب له ذلك حساب الصدقة حين يؤديه إليه ، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة ،
ومن قضى لمؤمن حاجة كان أفضل من صيامه واعتكافه في المسجد الحرام ،
واّنّما المؤمن بمنزلة الساق من الجسد ( فإذا سقطت تداعى لها سائرالجسد ) .
وإنّ أبا جعفر الباقر عليه السلام استقبل القبلة وقال : الحمد لله الذي كرمك وشرفك وعظمك وجعلك مثابةً للناس وامناً ، والله لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك.
ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلم عليه ، فقال له عند الوداع : أوصني ، فقال : أوصيك بتقوى الله ، وبرّ أخيك المؤمن ، فأحببت له [ ما ] تحب لنفسك ، وإن سألك فاعطه وإن كفّ عنك وأعرض لا تملّه فإنّه لا يملّك ، وكن له عضدا ، فإن وجد عليك فلا تفارقه حتى تزيل سخيمته ، فإن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فاكنفه ، واعضده ، وزره ، وأكرمه ، والطف به ، فإنّه منك وأنت منه ، ونظرك لاَخيك المؤمن ، وإدخال السرور عليه ، أفضل من الصيام وأعظم أجراً . / كتاب قضاء حقوق المؤمنين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق