الجمعة، 19 يوليو 2013

هل كان ابراهيم جاهلا بربه ؟

((فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ))

هل كان إبراهيم جاهلاً بربّه حتى يقول مثل هذا ؟

ج ـ احتمل بعض المفسرين أن يكون الربّ هنا بمعنى المدبّر، وأن هذه الآيات تتحدث عن مرحلة بحث إبراهيم (عليه السلام) عن المدبّر للكون بالرغم من اعتقاده بوجود الله تعالى واختصاصه بالألوهية، وأنه كان يبحث عن إمكانية إسناده تدبير الكون لبعض مخلوقاته كالكواكب والقمر والشمس، خصوصاً مع انتشار هذه الأفكار ضمن المجتمع الذي كان يعيش فيه.
ولكن ملاحظة مجموع الآيات الكريمة توحي بأنه كان في مقام مخاصمة قومه وأفكارهم بالأسلوب المؤثر من خلال افتراض هذه المدّعيات وردّها بالحجة والبرهان، ولذلك نراه بعد أن استعرض هذه الفرضيات وردّها، وجه خطابه لقومه قائلاً ((يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ))ممّا يؤكد أن عملية الافتراض والردّ لم تكن مختزنة في نفسه ضمن تكوين معتقده الشخصي، بل في ضمن جوّ الحوار مع الخصم.
وممّا يؤيد ذلك أن قضية أُفول هذه الكواكب ليست مما تخفى على الطفل المميّز فضلاً عن مثل إبراهيم الواعي لعملية الاستدلال والاستنتاج المعقّدة، ولذلك اضطر أصحاب الاتجاه الأول ـ وكذلك الذين توهموا جهل إبراهيم لخالقه آنذاك ـ إلى التشبث بروايات واهية و غير معقولة تتضمن أنه كان يعيش في مغارة، وأنه لم يرّ إلى ذاك الوقت كوكباً ولا شمساً ولا قمراً، وأنه فوجئ بحركتها وأفولها .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق