الجمعة، 28 مارس 2014

الدعاء 7 ((آداب الدعاء 6))

الدعاء 7

                  " آداب الدعاء 6"

أن يكون عند دعائه آئباً تائباً صالحاً صادقا :ً

عن رجل من أصحاب الامام الصادق عن الامام الصادق (ع) قال: «قلت له: آيتان في‏كتاب اللَّه لا أدري ما تأويلهما؟
فقال: وما هما؟
قال: قلت: قوله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ثمّ أدعو فلا أرى الإجابة ؟،
قال: فقال لي: أفترى اللَّه تبارك وتعالى أخلف وعده؟ قال: قلت: لا فقال: الآية الاُخرى، قال: قلت: قوله تعالى: (وَمَا أنفَقْتُم مِنْ شَىْ‏ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) فأُنفِق فلا أرى خَلَفاً،
قال: أفترى اللَّه أخلف وعده؟
قال: قلت: لا،
قال: فَمَهْ،
قلت: لا أدري، قال: لكنّي اُخبرك إن شاء اللَّه تعالى، أما إنّكم لو أطعمتموه فيما أمركم به ثمّ دعوتموه لأجابكم، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم.
وأمّا قولك: تنفقون فلا ترون خلفاً، أما إنّكم لو كسبتم المال من حلّه ثمّ أنفقتموه في حقّه لم ينفق رجل درهماً إلّا أخلفه اللَّه عليه، ولو دعتموه من جهة الدعاء لأجابكم وإن كنتم عاصين.
قال: قلت: وما جهة الدعاء؟
قال: إذا أدّيت الفريضةَ مَجَّدْتَ اللَّه وعظّمته، وتمدحه بكلّ ما تقدر عليه، وتصلّي على النبيّ(ص)، وتجتهد في الصلاة عليه، وتشهد له بتبليغ الرسالة، وتصلّي على أئمّة الهدى‏، ثمّ تذكر بعد التحميد للَّه والثناء عليه والصلاة على النبيّ(ص) ما أبلاك وأولاك،
وتذكر نعمه عندك وعليك وما صنع بك، فتحمده وتشكره على ذلك، ثمّ تعترف بذنوبك ذنبٍ ذنبٍ وتُقِرُّ بها أو بما ذَكَرْتَ منها، وتُجمِل‏ما خفي عليك منها، فتتوب إلى اللَّه من جميع معاصيك وأنت تنوي أن لا تعود،
وتستغفر اللَّه منها بندامةٍ وصدق نيّة وخوف ورجاء، ويكون من قولك:
اللّهمّ إنّي أعتذر إليك من ذنوبي وأستغفرك وأتوب إليك، فأعنّي على طاعتك، ووفّقني لما أوجبت عليَّ من كلّ مايرضيك، فإنّي لم أر أحداً بلغ شيئاً من طاعتك إلّا بنعمتك عليه قبل طاعتك، فأَنعِم عليَّ بنعمة أنال بها رضوانك والجنّة. ثمّ تسأل بعد ذلك حاجتك، فإنّي أرجو أن لا يخيبك إن شاء اللَّه تعالى» (عدة الداعي)

يقول السيّد ابن طاووس في كتاب فلاح السائل تعليقا على الرواية:
وبيان قول مولانا الصادق (ع): إنّ العبد إذا دعا اللَّه جلّ جلاله وهو عاصٍ له - وتتأخّر إجابةُ دعائه - فإنّ اللَّه جلّ جلاله يطالبه بالتوبة وتركِ المعاصي، والعبد يطلب من اللَّه ما يدعوه،
فإذا كان الأمر كذلك فإنّ لسانَ الحال يقول للعبد عن اللَّه جلّ جلاله: أنا اُطالبك (بما هو لي وهو التوبة، وأنت تطالبني بما ليس لك في دعائك، فإذا كان ما تعطيني ما أطلب منك وهو لي فكيف تتعجّب إذا منعتك ما تطلبه منّي في دعائك ممّا ليس لك عقوبة على منعك ما طلبته منك).
وبيان قول الصادق(ع) عن قول اللَّه جلّ جلاله: لوكسبتُم من حلّه وأنفقتم في حقّه لأخلفه عليكم. لأنّ العبد إذا كسب لأجلِ شهوة نفسه
(وأنفق لأجل شهوة نفسه، ولم يقصد بالكسب والإنفاق مقابلة اللَّه جلّ جلاله وامتثال أمره، فكأنّه قد عزل إرادةَ اللَّه جلّ جلاله وحكمتهَ في‏تدبير عباده وخلقه، فكيف يكون على اللَّه جلّ جلاله دركُ إنفاقه؟ وإنّما لو كان العبد قد كسبَ لأجلِ امتثاله لأمر اللَّه، وأنفق بأمرِ اللَّه في طاعته كان ضمانه على اللَّه جلّ جلاله).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق