الدعاء (2)
"آداب الدعاء1 "
1-روى سعيد بن يسار قال: قال الامام الصادق (ع):
«هكذا الرغبة - وأبرز راحته إلى السماء -
وهكذا الرهبة - وجعل ظهر كفّه إلى السماء -
وهكذا التضرّع - وحرّك أصابعه يميناً وشمالاً -
هكذا التبتّل - يرفع اصبعه مرّة ويضعها مرّة -
وهكذا الابتهال - ومدّ يده تلقاء وجهه إلى القبلة -
وقال: لاتبتهل حتّى تَجريَ الدمعةُ»(الكافي).
2 - وفي حديثٍ آخر عن الصادق (ع): «أنّ الاستكانةَ في الدعاء أن يضع يديه على منكبيه حينَ دعائه» .
قال السيّد عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد الطاووس، متّعه اللَّه ببلوغ المآرب وإدراك المطالب:
وممّا لعلّه يمكن أن يكونَ المراد بهذه الإشارت أنَّ بسطَ اليد في الرغبة أقربُ إلى حال من يكون رجاؤه للَّه جلّ جلاله، وحسن ظنّه بأفضاله يزيد على خوفه من جلاله، فالراغب يسأل الأمان فيبسط كفّيه لما ينزل فيها من الإحسان.
وأمّا الرهبةُ وكونُ ظهر الكفّين إلى السماء، فلعلّ المراد بذلك أنّ العبد يقول بلسان حال الذلّة لمالك دار الفناء ودار البقاء: أنا ما أُقدِم على بسط كفّي إليك، فقد جعلت وجهَ كفّي إلى الأرض ذلّا وخجلاً بين يديك.
ولعلّ المراد بتحريك الأصابع يميناً وشمالاً في التضرّع أنّه على عادة الثاكل عند المصاب الهائل، تقلّب يديها وتنوح بها إدباراً وإقبالاً ويميناً وشمالاً.
ولعلّ المراد بالتبتّل برفعِ إصبعه مرّة ووضعها مرّة، أنّ معنى التبتّل الانقطاع، فكأنّه يريد قد انقطعتُ إليك وحدَك لما أنت أهله من الإلهيّة، ويشير بإصبعه وحدها من دون الأصابع على سبيل الوحدانيّة.
وهذا مقام جليل فلا يدّعيه العبد إلّا عند العَبرة، ووقوفه موقف العبد الذليل، واشتغاله بصاحب الجلال عن طلب الآمال والتعرّض للسؤال.
ولعلّ المراد بالابتهال ومدّ يده تلقاء وجهه إلى القبلة نوع من أنواع العبوديّة والذلّة.
ولعلّ المراد بالاستكانة وترك يديه على منكبيه أنّي قد غللت يديّ إلى عنقي كما يُفعل العبد الجاني إذا حُمل إلى مولاه تحت الأسر في القيود والأغلال ووُضِع بينَ يديه. /فلاح السائل لابن طاووس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق