الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

في طريق السالكين إلى الله الجزء11

تذكير بصيام يوم غد فهو يصادف أول خميس من شهر ذي القعدة .

                                ----------

في طريق السالكين إلى الله  ج11 :

آثار الإخلاص الغَيْبيَّة:

لا شك أنَّ للإخلاص كما لسائر الأعمال الخيِّرة والعبادات الجليلة الَّتِي أمرنا بها آثاراً قد نرى أو نشعر ببعضها، لكنْ لا شك ما خفي علينا أعظم وأجلَّ.
وقد ورد في حقِّ الإخلاص ما يُبْهر العقول من أمور لا نملِكُ لها تفسيراً إلاَّ أنَّها رحمةٌ من الله العزيز الجبَّار، ولا يُمكن تفسير مثل هذه البركات بموازين العقل والمنطق السائدين عند أهل الدُّنْيا.
فبعد المراقبة الشديدة، يثبت المرء على الإخلاص ليوم أو يومين... أمَّا مَنْ وُفِّق لأكثر من ذلك فسوف يرزقه الله رزقاً لا يوزن بذهب ولا بفضة.
ورد عن سَيِّدنا المصطفى : «ما أخلص عبدٌ لله عزَّ وجَلَّ أربعين صباحاً إلاَّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه».
وفي تسديد الله عزَّ وجَلَّ للمؤمن المخلص، رُوي عنه :
«قال الله عزَّ وجَلَّ: لا أطَّلع على قلبِ عبدٍ، فأعلم منه حبَّ الإخلاص لطَّاعتي لوجهي، وابتغاء مرضاتي إلاَّ تولَّيْتُ تقويمه وسياسته».

قصَّةٌ للعبرة والاقتداء:

في سياق قصَّة موسى وشعيب، على نبيِّنا وآله وعليهما السلام
، ورد:
... فلَّما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيَّأ، فقال له شعيب: اجلسْ يا شاب فتعشَّ، فقال له موسى: أعوذ بالله، قال شُعيب: ولِمَ ذاك، أَلَسْتَ جائع؟!
قال: بلى، ولكنْ أخاف أن يكون هذا عوضاً لِمَا سقيتُ لهما، وإنَّا أهلْ بيتٍ لا نبيع شيئاً من عمل الآخرة بملء الأرض ذهباً، فقال له شُعيب: لا والله يا شاب، ولكنَّها عادتي وعادة آبائي نقري الضَّيْف ونُطعم الطعام.

قال: فجلس موسى يأكل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق