الأحد، 16 سبتمبر 2012

في طريق السالكين إلى الله الجزء التاسع

في طريق السالكين إلى الله  ج9

الإخلاصُ علامةُ أهل الإيمان:

يُعبِّر الإخلاص عن شدَّة الإيمان وقُوَّة اليقين، وكُلَّما كان حاضراً في العمل كُلَّما كان توفيق الله حاضراً.
والمؤمن يتميّز عن غيره في جملة ما يتميَّز، بابتغاء وجه الله تعالى لنيل رضاه، بينما غيره له أهداف شتَّى.
يقول الله تعالى عزُّه رداً على شبهات اليهود والنصارى:
{ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون}

وأمر سبحانه نبيَّه بالعبادة المُخْلِصة كعلامةٍ له ولأُمَّته من بعده، قال:

{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص}

وهكذا، فإنَّ أعمال أهلِ الإيمان مرتبطة بنيَّتهم وإخلاصهم وحبِّهم لمعبودهم الخالق جلَّ جلاله، لا يُشْركون في حبِّه أحداً، في مقابل عبادة أهل الشرِّك والعقائد الفاسدة الَّذين يتوجَّهون ويستعينون بمخلوقات يجعلونها لله نظيراً، والعياذ بالله.
فَمَنْ عظُم عنده وجهُ الله اكتفى به عمَّا في السَّماوات والأرض، رُوي عن النَّبي الخاتم : «اعملْ لوجهٍ واحد يكفيك الوجوه كلَّها».

وحتَّى المؤمنين، تتفاوت درجاتهم بحسب إخلاصهم، وفي النصِّ المبارك الوارد في تنبيه الخواطر:
«بالإخلاص تتفاضل مراتب المؤمنين».

وهكذا درجات جنَّات النَّعيم، جعلنا الله تعالى من أهلها، يقول مولانا عليُّ بن أبي طالب :
«كُلَّما أخلصتَ عملاً، بلغتَ من الآخرة أملاً».

يتبع في الحلقات القادمة بإذن الله ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق