الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

في طريق السالكين الى الله. الجزء23

في طريق السالكين إلى الله  ج23

تنبيهات هامة حول الزهد :

 الثالث:

  - لابدّ في كلّ شي‏ء من سلوك المنهج الوسط المتجنّب جانب التفريط وجانب الإفراط، وذلك حتى في البذل والجود،

قال اللَّه سبحانه: ولاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا.

 وقال أيضاً: وابتغ فيما آتاك اللَّه الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من‏الدنيا....

 ومن الطريف أنّ اللَّه - تعالى - سمّى الافراط حتى في حقّ الحصاد الذي هو في نفسه إحسان مطلوب بالإسراف ونهى عنه، قال اللَّه تعالى: ...
كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقّه يوم حصاده ولا تسرفوا إنّه لا يحب المسرفين.

 وقد ورد في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام  في قوله : (... ولا تسرفوا إنّه لا يحب المسرفين... قال: كان فلان ابن فلان الأنصاري -سمّاه - كان له حرث ، وكان إذا جذّه تصدّق به، وبقي هو وعياله. بغير شي‏ء، فجعل اللَّه ذلك سرفاً).

 وقد روى الكليني عن أبي الحسن عليه السلام  بواسطتين كلاهما من أوثق الرواة، وهما: محمّد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: (سألته عن قول اللَّه تعالى: وآتوا حقّه يوم حصاده ولا تسرفوا...
قال: كان أبي يقول: من الإسراف في الحصاد والجذاذ أن يصدّق الرجل بكفّيه جميعاً.
وكان أبي إذا حضر شيئاً من هذا، فرأى أحداً من غلمانه يتصدّق بكفّيه صاح به: أعط بيد واحدة القبضة بعد القبضة، والضغث بعد الضغث من السنبل).

من بحوث آية الله العظمى السيد كاظم الحائري دام ظله.

يتبع في الحلقات القادمة بإذن الله ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق