الزُّهد علامة أهل الخير:
من أهم صفات الأنبياء والأولياء وأتباعهم عدم تعلُّقهم بشيء من الدُّنيا لنفسه أو طمعاً في خلوده، فهم مُدْركون لحقيقة الدُّنيا ومتاعها وما فيها، وعاشقون لخالقهم تعالى، راغبون في ثوابه، مُقبلون على آخرته الَّتِي هي خيرٌ وأبقى.
رُوي عن سيِّدنا رسول الله (ص) : «ما اتَّخذ الله نبيّاً إلاَّ زاهداً».
ولا يُمكن أن نتصَّور خلاف ذلك.
وبما أنَّهم وأتباعهم راغبون في الآخرة وفي كُلِّ خيرٍ يوصل إليها، اختاروا الزُّهد طريقة في هذه الحياة، لأنَّهم علِموا أسراره وعواقبه.
يقول عليٌ أمير المؤمنين : «إنَّ علامة الرَّاغب في
ثواب الآخرة زهدُهُ في عاجل زهرة الدُّنْيا...».
وعن الإمام الصَّادق : «جُعل الخير كلُّه في بيتٍ وجُعل مفتاحه الزُّهد في الدُّنيا».
فالمهم هو عدم الطمع أو التعلُّق بالدُّنْيا لنفسها، لذلك قد نرى غنياً زاهداً بالدُّنيا، وقد نرى غير غني تعلَّق قلبه بها.
فالكثير من الأولياء والأتقياء والعلماء كان لهم خدمٌ وحشمٌ بل اشتُهر بعضهم بالغنى واليُسْر، دون شكٍ في زهدهم وورعهم واحتياطهم في أمر الدِّين.
فهذه سُنَّةُ الإسلام الأصيل.
رُوي عن سيِّدنا رسول الله (ص) : «طوبى لِمَنْ تواضع لله عزَّ ذكره، وزهد فيما أُحلَّ له من غير رغبة عن سُنَّتي، ورفض زهرة الدُّنيا من غير تحوُّلٍ عن سُنَّتي».
يتبع في الحلقات القادمة باذن الله تعالى ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق