والمستغفرين بالأسحار 5
صفة أصحاب رسول اللّه (ص)
ورد عن أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة :
لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) فَمَا أَرَى أَحَداً يُشْبِهُهُمْ مِنْكُمْ
لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعْثاً غُبْراً وَ قَدْ بَاتُوا سُجَّداً وَ قِيَاماً يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِمْ وَ خُدُودِهِمْ وَ يَقِفُونَ عَلَى مِثْلِ الْجَمْرِ مِنْ ذِكْرِ مَعَادِهِمْ
كَأَنَّ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ رُكَبَ الْمِعْزَى مِنْ طُولِ سُجُودِهِم
ْ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ هَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ جُيُوبَهُمْ وَ مَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ يَوْمَ الرِّيحِ الْعَاصِفِ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ وَ رَجَاءً لِلثَّوَابِ .
بيان :
( شعثا غبرا ) تقشف العبادة ، وقيام الليل ، وصوم النهار ، وهجر الملاذ فالغبرة كناية عن صفرة اللون ،
والسجد جمع ساجد كالقيام جمع قائم أو القيام مصدر اجري مجراه ،
والتخصيص بالليل لكون العبادة فيه أحمز وأبعد عن الرئاء والمراوحة بين الجبهة والخد وضع كل على الارض حتى يستريح الاخر ،
أو كأنه يستريح وليس الغرض الاستراحة ، وذلك في سجدة الشكر وإن كان وضع الجبهة شاملا لسجود الصلاة ، والجمر هي النار المتقدة ،
ووقوفهم على مثل الجمر قلقهم واضطرابهم من خوف المعاد وعذاب النار ،
( وهملت ) كضربت ونصرت : أي سالت وفاضت ، وجيب القميص ونحوه بالفتح طوقه ومادوا تحركوا واضطربوا ، والريح العاصف والعاصفة الشديدة
( وخوفا ) مفعول له لقوله عليه السلام : ( مادوا ) فقط فسيلان العين للحب والشوق أو للفعلين جميعا أو للجميع على بعد ، ويدل على أن الخوف من العقاب ، والرجاء للثواب لاينافيان الاخلاص .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق