في طريق السالكين إلى الله ج1
نبدأ معكم مع سلسلة من الحلقات حول الطريق إلى الله سبحانه وتعالى وسنعتمد كتاب في طريق السالكين للسيد سامي خضره مع بعض الاضافات من هنا وهناك
نبدأ على بركة الله مع الحلقة الأولى:
جهاد النَّفس، الجهاد الأكبر 1:
رُوي عن مولانا أبي عبد الله الصادق (ع) أنَّ النَّبي بعث سريَّة فلمَّا رَجَعوا قال :
«مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر»،
فقيل: يا رسول الله (ص)،
وما الجهاد الأكبر؟
قال: «جهاد النَّفس».
المقدِّمة:
كلّ واحد منَّا له نشأةٌ ظاهرية هي البدن، وله نشأة أُخرى غيبيَّة هي النَّفس.
وتتنازع النَّفس جنودٌ رحمانية، لو تغلَّبت كان صاحبُها من أهل السعادة والفوز، وجنودٌ شيطانية، لو انهزم أمامها وخضع لها كان من أهل الشقاء والخسارة.
وهذا الصراع المستمرّ الدائم مع كل إنسان يُسمَّى «جهاد النَّفس» وهو الجهاد الأكبر والأساس لِيَقْوى المرءُ ويستمرّ على خُطى الأنبياء والأولياء والصالحين، ولنتائجه بركاتٌ كثيرة، من جملتها، الثبات في مواطن الفتنة والبلاء والامتحان والجهاد الأصغر.
الأصغر.
ما هو الجهاد الأكبر؟
هو عبارة عن انتصار الإنسان على قواه الظاهرية التي في بدنه، من عين وأُذُنٍ ويدٍ ولسان..، فتأتمر بأمر الخالق سبحانه وتعالى، فَيُعزُّ صاحبُها بالطاعة ولا يُذلُّ بالمعصية.
فَمَنْ كانت حركاته وسكناته خاضعة لشرع الله جلَّ جلاله، فلا يُحرِّك عيناً ولا لساناً ولا يداً ولا فَرْجاً إلاَّ بطاعة الله تبارك وتعالى، كان من أهل الجهاد الأكبر الذي يعلو على القتل في سبيل الحق، فهذا يُقتل في العمر مرَّة، وذاك يُقتل في اليوم مرَّات ومرَّات.
<<<<<<<<<
الحلقة القادمة ستكون حول ((كيف نسلك طريق الجهاد الأكبر؟))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق