في طريق السالكين إلى الله ج13
درجات الاخلاص :
الدرجة الاولى :
هو الاخلاص بالمعنى الذي يكون فقهيا مصححا للعبادة،
وتوضيح الامر :
انّه لا شكّ فقهيّا في اشتراط العبادة بالقربة، ومن هنا يقع الاشكال فيمن ياتي ببعض العبادات لهدف قضاء حاجة دنيوية : من شفاء مرض، او دفع عدوّ، او رفع فقر، او ما الى ذلك؛ اذ يقال :
انّ الهدف من هذه العبادة لم يكن هو التقرّب الى اللَّه، بل كان هو قضاء الحاجات، بل انّ الاشكال يتّسع اكثر من ذلك ليشمل عبادة كلِّ من يعبد اللَّه التماسا لثواب الاخرة او هربا من عذاب اللَّه، ولم تكن عبادته عبادة الاحرار الذين يعبدون اللَّه لكونه اهلاً للعبادة، وهذا يعني :
بطلان عبادة جميع العبّاد ما عدا النادر من المؤمنين كالمعصومين عليهم السلام ومن قارب العصمة.
الا انّ هذا الاشكال له حلّ على مستوى الفقه، وهو ما يقال من انّ العبادة انّما تصدر عن المؤمن غير المرائي امتثالا لأمر اللَّه او للتقرب اليه، الا انّ الذي دعاه الى هذا التقرب او الى هذا الامتثال هو الوصول الى حاجته الدنيوية او الاخروية، فبرغم انّ الهدف النهائي كان عبارة عن تلك الحاجة الا انّ تلك الحاجة صارت من قبيل الداعي الى الداعي، والداعي الثاني الطولي هو داع القربة، وهذا كافٍ في تصحيح العبادة فقهيا.
*البقية في الحلقات القادمة بإذن الله .
*هذه الحلقة مقتبسة من كتاب تزكية النفس للسيد كاظم الحائري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق