في طريق السالكين إلى الله ج10
الإخلاص في العمل أشدُّ منه:
لعلَّ البعض يظنُّ أنَّ الإخلاص مسألةٌ بسيطة يُمكنُ تحصيلها بأدنى جهد، لكنَّ الَّذي يعرف طبيعة النَّفس البشرية وهواها ورغباتها وشهواتها يلمس عظيم المعاناة الَّتي تُصاحب العمل ليكون صافياً خالصاً قربة إلى الله تعالى.
والمؤمن بالغيب هو الأقدر والأجدر لتحصيل هذه الدرجة المعنويَّة العالية.
رُوي عن أمير المؤمنين قولُه:
«تصفية العمل، خيرٌ من العمل».
وعن الإمام الباقر قوله:
«الإبقاء على العمل أشدُّ من العمل».
قال الراوي: وما الإبقاء على العمل؟
قال : «يصل الرَّجل بصلةٍ، ويُنْفِق نفقةً لله وحده لا شريك له، فتُكتب له سِرّاً، ثم يذكرها فتُمْحى فتكتب له علانية، ثمَّ يذكرها فتُمْحى وتُكتب له رياء».
لذلك أراد الإسلام أن يُعلِّم أتباعه الإخلاص الحقيقي فدعاهم ودرَّبهم على عبادة السرِّ، في سائر المجالات، وجعلها أجراً وثواباً أفضل من عبادة العلن.
واشتُهر عن مولانا رسول الله (ص) قوله:
«أعظم العبادة أجراً، أخفاها».
وفي بحار الأنوار أيضاً، عن الإمام الصَّادق قال:
«إذا كان يوم القيامة، نظر رضوان خازن الجنَّة إلى قومٍ لم يمرُّوا به، فيقول: مَنْ أنتم؟ ومن أين دخلتم؟! قال: يقولون: إيَّاك عنَّا، فإنَّا قومٌ عبدنا الله سِرّاً، فأدخلنا الله سِرّاً».
يتبع في الحلقات القادمة بإذن الله ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق