في طريق السالكين إلى الله ج2 :
كيف نسلك طريق الجهاد الأكبر؟
حتى نُوفَّق لسلوك هذا الطريق المرْضي، الذي يقودنا إلى الفوز الأخروي، لا بُدَّ من شروط وأُسُس... ومن جملتها:
1 ـ التَّفكُّر:
والمقصود به أن يتفكَّر الإنسان العاقل المطيع في نِعَم الله الجليلة والجميلة، التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، وفي خَلْقه ومخلوقاتَه، وكيف أنَّه أرسل الرسالات وابتعث الأنبياء وبيَّن طريق الهدى... ثم يسأل نفسه:
هل يُعْقل أنَّ وجودي هو لإشباع الشهوات؟ إذاً، ما الفرق بيني وبين البهائم؟
ولماذا أُمرتُ أن أقتديَ بالأنبياء الكرام والأولياء العظام... وهل سلوكي وتصرُّفي في هذه الحياة يتناسب مع ذلك؟
إنَّ هذا التفكير ومثيلاته سوف يُؤدِّي لا محالة إلى فهم الهدف من هذه الحياة، وأنَّه ليس لفعل الشهوات واتِّباع النزوات، وأنَّ الراحة والسعادة لا يصل إليها أحدٌ عن هذه الطريق، وما الحياة الدنيا التي نعيش إلاَّ مزرعة للآخرة الباقية.
فليتَّعظ، بتفكُّره هذا، بما لا يُحصى من الجبابرة والسلاطين والملوك الذين أرادوا عُلُواً وفساداً في الأرض، فلم يدوموا لدنيا، ولم تَدُمْ لهم، وفاجأهم الموت الذي طالما فرُّوا منه، بملاقاتهم، ولو كانوا في بروج مشيَّدة وقلاع محصَّنة.
نكمل معكم باقي الشروط في الحلقات القادمة بإذن الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق