السبت، 26 يوليو 2014

قبل فوات الأوان

 قبل فوات الاوان !

ورد في دعاء الامام السجاد في وداع شهر رمضان في الصحيفة السجادية :

فنحن مودِّعوه - أي شهرمضان - وداع من عز فراقه علينا وغمنا وأوحشنا انصرافه عنا فنحن قآئلون السلام عليك ياشهر الله الأكبر , السلام عليك من أليفٍ آنس فسَر , وأوحش منقضياً فمضّ ( أي آلم وأوجع)  السلام عليك من مجاورٍ رقت فيه القلوب وقلت فيه الذنوب , السلام عليك من ناصرٍ أعان على الشيطان وصاحبٍ سهل سبل الأحسان السلام عليك ما أكثر عتقاء الله فيك , وما أسعد من رعا حرمتك بك , السلام عليك ماكان أمحاك للذنوب وأسترك لأنواع العيوب.

لاشك أن من يقرأ هذه الفقرات أو يسمعها بعد انقضاء شهر الله تعالى سيقول ياليتني قمت في شهر الله بما يجعلني من عتقاء الله تعالى فيه.

إن أمامنا متسعٌاً لذلك فأن يوماً واحداً من شهر الله عظيم الخطر يمكن أن يتدارك فيه المسلم تقصيره طيلة حياته بل إن ساعة واحدة فيه لمن عرف حقها كافية لأن تخرجه من كل ذنوبه خاصة وأن أمامنا ليلة العيد التي لاتقل عن ليلة القدر كما روي عن الإمام السجاد عليه السلام.

 لنتعامل اذاً مع هذه المدة القصيرة الباقية من شهر رمضان المبارك من منطلق انها أخر الفرصة الألهية العظيمة فهي لذك أعز أوقاتها وأغلاها، ولنتأمل في هذه الفقرات من دعاء الإمام السجاد عليه السلام،وهو الدعاء الخامس والأربعون من أدعية الصحيفة السجادية.

كي لاأكون كاذباً عندما أقول غداً: إن فراق شهر رمضان عزّ عليّ، كيف أتعامل معه الآن؟
 لأقول صادقاً: عزّ فراقه علي هل  تدل طريقة تفاعلي معه الآن  على أنه سيهمّني وسيوحشني انصرافه عني؟

هل انا مسرورٌ به الآن وأعيش الأنس به، لأخاطبه غداً السلام عليك من أليفٍ آنس فسّر ؟
هل انا متعلقٌ به ليؤلمني انقضاؤه عني ويوجعني؟

هل شعرت فيه برقة القلب, كم يتيم أكرمت, كم مرة عفوت, كم كظمت غيظي, وهل قلَّت فيه ذنوبي, وهل أعانني تقييد الشياطين فيه على كثير طاعات؟

إن وجدت الإجابة على هذه الأسئلة بالأيجاب ولصالحي فلأحمد الله عزّ وجل ولأستزد،أما إذا وجدت الإجابة سلبية وليست لصالحي، فلم يفت الأوان بعد ،إن امامي مجالاً رحباً يمكنني أن أتدارك فيه مافات.

يضيف عليه السلام: السلام عليك من مطلوبٍ قبل وقته ومحزونٍ عليه قبل فوته
 الذين يعرفون قيمة شهر رمضان المبارك ينتظرونه قبل مجيئه وعندما تؤذِن أيامه ولياليه بانقضاءويصلون الى أواخره يحزنون عليه قبل فوته.

 السلام عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك وأشد شوقنا غداً اليك السلام عليك وعلى فضلك الذي حرمناه وعلى ماضٍ من بركاتك سلبناه

هل أدرك فضل شهر رمضان المبارك أم أني أدركت شيئاً من فضله في بداية الشهر ثم بتعاقب أيامه ولكثرة الألفة والإعتياد أصبحت أتعامل معها كما أتعامل مع سائر الأيام؟

 مادمنا لم نحرم بعد فهيا بنا للأستزادة من هذا الفضل العظيم في هذا الشهر العظيم، هيا بنا الى التوبة النصوح وبذل الجهد في التقرب والجدِ في العبادة قبل أن نحرم فيشتدُ الندم فيقول كلٌ منا: ياليتني عملت في شهر الله تعالى!
 وهل تنفع شيئاً ليت؟
فلنعتذر الى ربنا عزَ وجل من تقصيرينا وعدم رعاية الأدب في ضافته، وليكن لسان الحال كما أراد لنا الأمام السجاد عليه السلام أن نقول:

 أللهمّ فلك الحمد إقراراً بالأسائة واعترافاً بالإضاعة ولك من قلوبنا عقد الندم،ومن ألسنتنا صدق الإعتذار فأوجب لنا عذرك على ما قصرنا فيه من حقك، وأعنا على ماأنت أهله من العبادة, أللهم اسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا ./ من كتاب مناهل الرجاء بتصرف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق